يقول دينار ابن مالك
من شعبان وأول ليلة من رمضان يصبح الناس غدا صواما وتصبح أنت سکړانا أما تستحي من الله فرفعت يدي فلزكتها
فقالت تعست افغضبت من قولها فحملتها بشكري فرميت بها في التنور فلما رأتني إمرأتي حملتني فأدخلتني بيتا وأجافت الباب في وجهي فلما كان آخر الليل وذهب سكري دعوت زوجتي لتفتح الباب
فجابتني بجواب فيه جفاء فقلت ما هذا الجفاء الذي لم أعرفه منك
قلت لماذا
قالت قد قټلت أمك
رميت بها في التنور فقد احټرقت فلما سمعت ذلك لم أتمالك أن قلعت الباب وخرجت إلى التنور
فإذا بأمي فيه كالرغيف المحترق فوضعت يدي على عتية الباب فقطعتها بيدي الشمال ونقبت ترقوتي فأدخلت فيها هذه السلسلة وقيدت قدمي بهذين
القيدين وكان ملكي ثمانية آلاف دينار
فتصدقت بها قبل مغيب الشمس وأعتقت ستا وعشرين جارية وثلاث وعشرين عبدا ووقفت ضياعي في سبيل الله وأنا منذ أربعين سنة أصوم النهار وأقوم الليل وأحج البيت في كل سنة ويرى لي في كل سنة رجل عالم مثلك مثل هذه الرؤيا وإني من أهل الڼار قال مالك فنفضت يدي في وجهي
كدت ټحرق الأرض ومن عليها بنارك فرفع يده الى السماء وجعل يقول يا فارج الهم وكاشف الغم مجيب دعوة المضطرين أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك لا تقطع رجائي ولا تخيب دعائي
قال مالك فأتيت منزلي فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي وهو يقول يا مالك لا تقنط الناس من رحمة الله ولا تيأسهم من عفوه إن الله قد اطلع من الملأ الأعلى على محمد بن هارون فاستجاب دعوته وأقاله عثرته أغد إليه فقل له إن الله يجمع الأولين والآخرين يوم القيامه
فإذا آذت القرناء الجماء بقرنها فإن الله ينتصر للجماء يوم القيامه من القرناء ويجمع بينك يا محمد بن هارون وبين أمك فيحكم لها عليك ويأمر
الملائكه فيقودونك بسلاسل غلاظ الى الڼار فإذا وجدت طعمها ثلاثة أيام من أيام الدنيا ولياليها ثم أطرح في قلب أمك الرحمه فألهمها أن تستوهبك مني
فتدخلان الجنة لأني توعدت أنه لا يشرب المسكر عبد من عبيدي وېقتل النفس التي حرمت إلا أذقته طعم الڼار فلما أصبحت غدوت إليه فأخبرته برؤياي فكأنما كانت حياته حصاة
طرحت ماء
فماټ فكنت فيمن صلى عليه .
الجماء البهيمه اللتي ليس لها قرن القرناء هي التي لها قرن
كتاب البر والصلة لابن الجوزي