رواية نعيمي وجحيمها (كاملة حتي الفصل الاخير ) بقلم بنت الجنوب
المحتويات
بلغة تركية لم تفهمها لمياء فانتظرت حتى نهضت الفتاة وانصرفت من جوارهم ثم الټفت نحو بهيرة ناظرة بتساؤل وكان جواب الأخرى
انا كلمتها تروح تطمن على حال البوفيه والأكل مطيعة أوي سوزان اهي دي بقى كانت اختياري لابني الصغير بعد ماشوفت خيبت اخوه الكبير في جوازه بالممثلة دي بنت من أكبر العائلات في تركيا طبعا امال إيه الواحد لازم يتجوز باللي يليقله.
قوليلي صحيح يا
لميا هي مين البنت اللي زي القمر اللي قاعدة في الوسط دي
أجابتها بنبرة مېتة
دي كاميليا اللي كانت مديرة مكتب عامر سابقا حاليا هي ماسكة المصنع مع طارق على فكرة هي مخطوبة لكارم .
زامت المرأة بصوتها بتفهم قبل ان تكمل وعيناها على كاميليا
ماشاء الله تبارك الرحمن خلبوص الولد كارم ده عرف ينقي بصحيح.
عندك حق.
قالتها بقنوط وتحسر على وضعها ونسب ابنها الغير مشرف بنظرها والذي افقدها متعة الحفل والإحتفال
وإلى جلسة الرجال التي كانت صاخبة بأصوات ضحكاتهم وحديثهم المرح مع
مصطفى الذي كان يسرد لهم عن مقابلته للوزير فهمي حيدر الغاضب من شراكته لهم وتوببخه بكلمات غير لائقة لوضعه أو مركزه الأجتماعي
قالها جاسر بدهشة ورد مصطفى غير مبالي
هو فعلآ اټجنن على فكرة لما ېهدد واحد زيي انه هايوقف شغلي ولا عقودي مع الحكومة الكلام دا مايطلعش من عيل صغير يعرف الف ب في الإقتصاد انا شريك كبير مع الحكومة يعني لو شغلي وقف شغل البلد كمان هايوقف.
تدخل عامر
سيبك منه دا بيفرفر بعد ماخسر اهم عقد شراكة مابينا وبينه وضاعت عليه فرصة انه يأسس كيان يتحدانا بيه
قالها مصطفى مبهمة فسأله طارق باستفهام
لسة كمان أيه
اقترب مصطفى برأسه منهم يجيب بهمس
جاتني معلومات خطېرة من مصدر موثوق فيه انه هايتشال في التعديل الوزاري الجديد.
انفغرت افواهم بذهول يشوبه المرح قبل أن يسأله جاسر
والمصدر الموثوق دا انت متأكد من كلامه بقى
طبعا يابني ما انا اللي كنت مترشح مكانه .
بس ولله الحمد رفضت .
عارضه طارق قائلا
رفضت ليه يابني
ماكنت خدت مكانه وبدال الضړبة تبقى اتنين .
نفى برأسه يقول رافضا
لا ياسيدي انا مش عايز اضرب ولا اوجع دماغي انا راجل كل همي في شغلي اللي بحبه ماليش بقى في السياسة والكلام الفاضي ده دي خليها لأصحابها ياعم .
برافو عليك يابطل انا من اول مرة شوفتك فيها في بداية مشوارك يا ابودرش ونظرتي فيك ماخيبتش.
ربت بدوره مصطفى على كف الرجل بامتنان لينتبهوا جميعهم على الفتاة المسؤلة بالفندق وهي تتقدم النادل الذي يقدم لهم المشروبات بملابس العمل القصيرة مع زينه محكمة على وجهها الجميل وشعرها لتحيهم بابتسامة من واقع عملها تناول كل منهم مشروبه حتى جاء دور جاسر واتسعت ابتسامتها بشكل لفت انظار الجميع حولها وهي تقدم له المشروب بنفسها
الفندق زاد نوره النهاردة بوجودك ياجاسر باشا.
تناول منها ورد بابتسامة مرتبكة
دا نورك ياا... شكرا.
كررت غير مبالية بنظرات الرجال حولها
اي حاجة تعوزها احنا تحت أمرك يافندم.
اومأ لها على حرج وقد انتبه لنظرات زهرة نحوهم جاء قول مصطفي الحازم لإنقاذه
متشكرين ياميرنا لما نعوزك هانبعتلك .
اومأت له بابتسامتها المعتادة فقالت بنعومة متعمدة وعيناها تلاحق جاسر
تمام يافندم بس انا كنت جايه انبهكم ان جلسة التصوير على وشك البدء وكل شئ بقى جاهز.
خلاص روحي انت واحنا قايمين على طول.
قالها مصطفى بعملية لتنصرف الفتاة بعد ان عكر مجيئها صفو جلسة الرجال.
بعد قليل
بدأت جلسات
التصوير بصورة جمعت عامر الريان وولده مع مصطفى وأخيه لتصنف تحت عنوان الشراكة الاهم لهذا الموسم بين أهم كيانين في بناء الوحدات السكنية في الدولة وبعدها اتت الصور تباعا صورة لأمضاءهم في العقد وصور لأفراد العائلتين جميعهم وبعض الصور لكل فرد منهم مع زوجته مصطفى ونور او جاسر وزهرة التي كانت تشجعها كاميليا بقلبها لترفع رأسها وتتخلى عن خجلها الدائم حتى ظهرت بأجمل مايكون وتوالت الصور للرجال مع بعضهم والنساء حتى لمياء نالت حظها مع بهيرة المتعجرفة تجاهد بصعوبة لرسم ابتسامة على شفتيها فالمرأة لم ترحمها على الأطلاق
لتنتهي الجلسة اخيرا بمأدبة عشاء فخمة أقيمت على شرف شراكة وتعاون العائلتين جلس مصطفى على رأس الطاولة لتجاوره على يساره زوجته نور والتي لم يغلق فمها ولو دقيقة عن الإبتسام والترحيب بكل ود لجاسر وزهرة الذين جاوروها وعلىنفس الصف كان عامر وزوجته وكارم ملتصق بكاميليا ليزيد من غليل طارق الذي كان مقابلهم في الناحية الأخرى مع شقيق مصطفى وزوجته التركية وبهيرة شوكت والتي مازالت تمارس هوايتها في التفاخر المبالغ فيه
عارف ياعامر باشا انا اللي اصريت على مصطفى على عقد الحفلة هنا اصل بيني وبينك القصر اليومين دول بنعمل فيه تجديدات للحفاظ على رونقه وأصالته.
تبسم عامر لها قائلا بزوق
وماله ياهانم هنا او في القصر أو في أي حتة احنا موافقين ومرحبين .
اصدرت صوت طقطقة بفمها لتقول باعتراض
لأ ازاي ياباشا الفندق هنا فخامة زي القصر لكن المباني الجديدة زي الفلل ولا حتى القصور كلها شبه بعض تفتقر لرقي عائلاتنا الكريمة سر تميزنا عن الجميع .
اومأ لها بابتسامة ممتعضة عامر مفضلا انهاء حديثها السخيف بتناول الطعام وقد أطلق تلميحها المستفز ذبذبات التوتر في الأجواء مصطفي كان يجاهد بتوزيع ابتساماته مع زوجته على تلطيف الأجواء وجاسر فضل التعامل بعند بزيادة رعايته
لزهرة وتقديم الطعام أمامها مع كلماته المعسولة التي أثارت غيظ المرأة فنقلت اهتمامها نحو كاميليا تجفلها بسؤالها
وانت بقى ياجميلة مافكرتيش تمثلي
توقفت كاميليا عن الطعام وردت قاطبة باندهاش
أمثل! ليه بقى
قالتها وانتبهت على انظار الجميع المصوبة نحوها بتوتر خصوصا نور زوجة مصطفى فقالت ملطفة
انا اقصد يعني اني ما املكش الموهبة أساسا وحتى لو كان انا بحب شغلي جدا ومافيش حاجة تغنيني .
كانت إجابتها دبلوماسية ارضت نور ومع ذلك استغلتها المرأة
عندك حق ياقمر مع انك لو ډخلتي بجمالك دا هاتكتسي دا كفاية إنه جمال طبيعي لكن اقول ايه بقى الولد الخلبوص دا هو اللي محظوظ بيك.
شحب وجه كاميليا وتلميحات المرأة الخبيثة لا تريحها أما كارم فتبسم بسعادة وقد أطربه ااكلمات ليزيد على جرعتها برفع كف كاميليا فجأة
عندك حق ياهانم انا فعلا بعتبر نفسي محظوظ بيها .
تغضن وجه طارق في الناحية الأخرى بالغيظ من هذا المتحذلق يود لو ېهشم رأسه بأي شئ تطاله يداه حتى يغلق فمه إلى الأبد .
ضحكت بهيرة ضحكتها المتقطعة بتكلف لتردف مخاطبة غرور الاخر
لا وشاطر كمان وبتعرف ترد يابخت والدتك بيك هي فين صحيح بقالي فترة طويلة ماشوفتهاش من ساعة ماحضرت جنازة اللوا
تنهد يرد وهو مطرقا برأسه
للأسف والدتي حرجت على نفسها الخروج من ساعة ۏفاة المرحوم خروجها بقى مختصر ع المقاپر او المشاوير الضرورية زي خطوبتي لكاميليا كدة أصلها كانت بتحبه اوي .
ياحبيبتي.
قالتها بهيرة تدعي التأثر لتجفل فجأة على هتاف طارق بعد أن فاض به.
انا شبعت يامصطفى خلاص مش ناوي بقى تفرجنا على باقي الفندق زي ماوعدت
قالها بحدة واضحة ورد مصطفى كالعادة بزوق
اه طبعا ياعم طارق دقايق بس على ما اخلص أنا أكل مع الجميع .
تمام وانا هانتظركم.
قالها بنزق قبل ان ينصرف متجاهلا أنظار بهيرة التي كانت تحدجه بغيظ قبل أن تعود لكارم وحديثهم الممل
احنا كنا بنقول إيه بقى ياكارم
أجابها متشدقا
كنا بنتكلم على والدتي وزعلها الكبير على ۏفاة المرحوم والدي.
بعد انتهاء مأدبة العڈاب كما أسمتها كاميليا اسئذنت متعللة بالإتصال على والدها كي تهرب من جولتهم بداخل اروقة الفندق العريق كي تختلي بنفسها منهم أما زهرة هي الأخرى فلم تكمل نصف الجولة برفقة نور التي صاحبتها كصديقة مقربة رغم معرفتها الجديدة بها
واستأذنت منها للذهاب نحو أقرب
حمام وصفته إليها وقد أصبحت إحدى عادتها حديثا كثرة ارتياده
خطت حتى الرواق
المؤدي الى حمام السيدات وقبل أن تصل إلى مدخله سمعت بحديث الفتيات الصاخب من الداخل واسمه يذكر بينهم
يابنتي بقولك جاسر الريان هو بذات نفسه دا احلو قوي يازفته.
دوى صوت ضحكة رقيعة لفتاة أخرى قبل أن تردف لها
ايوة بقى اللي كنتي بتحكيلي عنه ليل نهار وعن الليلة اياها ههههه
ردت الأولي
اه ياختي الليلة اياها اللي بعدها الراجل طفش وقال عدولي قوم انا ماشوفش وشه تاني غير النهاردة بعد ما اتجوز البت السكرتيرة بتاعته وطلق بنت الوزير طب لما هو ناوي ع الطلاق من الأول مش كان اتجوزني انا وكسب فيا ثواب.
دوت الضحكات الصاخبة مرة أخرى وإحدى الفتيات تجيبها
تلاقيه ما انبسطتش معاكي ياميرنا.
ضحكت بدورها لتزيد من عبث ضحكاتهم الماجنة بقولها
مش مهم كفاية انا انبسطت ههههه
لم تحتمل أكثر من ذلك لترتد مغادرة وقد اكتفت بهذا القدر
بشرفة داخلية للقاعة تطل على حديقة ضخمة للفندق وقفت تتنفس الصعداء اخيرا بعد أن ضاق صدرها ولم تعد بها طاقة لكل ما يحدث حولها الان هي ليست غبية حتى تغفل عن سلوك كارم معها وتفاخره بها أمام الجميع وكأنه دمية جميلة بيده كما لم تغفل بذكائها عن التلميحات الخبيثة للمرأة والدة مصطفى عزام كي تزرع الغيرة بقلب زوجة ابنها المرأة الجميلة منها والأفعال الئيمة للتقيل من زهرة صديقتها أمامها ټلعن مجيئها وهذا
الدور الذي تلبسها عكس شخصيتها التي أسستها منذ سنوات بجهدها وتميزها دون النظر لوجهها إن كانت جميلة أو قبيحة حتى تنهدت بتعب تبتغي الراحة والخروج من هذه الدائرة هي إنسانة محبة للحياة نفسها وليس لمظاهر كاذبة خادعة.
عاجبك شخصيتك الجديدة مع الباشا ابن اللوا
قالها وكأنه قرأ ما تفكر به الټفت برأسها إليه بنظرة حادة متسائلة فاستطرد وهو يكمل بتقدمه نحوها
ماتستغربيش ياكاميليا انا فاهمك اكتر ما انت فاهمة نفسك.
زفرت بضيق تشيح بوجهها عنه وكأنها تعلم ببقية حديثه فاقترب أكثر حتى وقف امامها ليتابع
مهما حاولتي تنكري وتكدبي وتدعي عكس اللي في قلبك برضوا انا فاهمك وعارف باللي جواكي.
قلبت عيناها ترد بسأم على كلماته
اه وايه بقى هو اللي جوايا يا أستاذ طارق ياللي عارفني أكتر من نفسي
اعتلى وجهه ابتسامة رأتها ولا أجمل في ظل الإضاءة الخاڤتة حولهم ليقول
بتحبيني .
قالها ببساطة لتقابلها بضيق صائحة
يووووه مش هانخلص بقى احنا من الكلام ده
ازداد اتساع ابتسامته ليردف بتأكيد ووجهه يزداد قربا منها
ونخلص ليه يا كاميليا دا انا لو عليا لاكتبها على الحيطان واحفرها على جزوع الشجر زي العيال المراهقين ولا اعلقها بيافطة على صدري عشان الكل يعرفها ويعرفني بيها كاميليا بتحب
طارق وطارق
متابعة القراءة