حكاية بنت

موقع أيام نيوز

 


العصير أمامها وبصرها معلق على باب المقهى تنتظر قدوم ذلك المدعو وائل والذي إتصل بيها وطلب منها مقابلته ومنالواضح أنه يريد إصلاح ما بينهما وهي لن ترفض بكل تأكيد .. فهي قد تركته عندما علمت بأنه كان يكلم فتيات غيرها فقط لتبدو وكأنهافتاة تغار على حبيبها وتغضب من كذبه عليها حتى لا يشك هو بنيتها الخفية .

إنتبهت إليه يدخل المقهى وهو يلتفت يمينا وشمالا يبحث عن مكانها فرسمت الجمود على ملامحها .. إقترب منها عند رؤيتها وجلس أمامهاقائلا بإبتسامة صغيرة 
_ ازيك يا هناء 
إرتشفت من كوب عصيرها ثانية ثم هتفت ببرود 
_ كويسة من غيرك .
تنهد وائل وقال محاولا إرضاءها 
_ صدقيني يا هناء أنا كنت خاېف اخسرك وعشان كده خبيت عليك اني كنت بكلم بنات .
قلبت عينيها بملل ولم تجبه فأردف بسرعة 
_ بس أنا والله محبتش وحدة فيهم قد ما حبيتك انت !
قوست هناء جانب شفتيها قائلة بسخرية 
_ انت عايز تقنعني انك مكنتش بتقول العبارة دي لكل بنت كنت بترتبط بيها 
نفى وائل برأسه مجيبا 
_ لا والله أصلا مكنش في واحدة فيهم بتعترض على إرتباطي بواحدة قبلها .. انت الوحيدة الي زعلت والوحيدة الي حسيتها بتغير عليا !
قال جملته الأخيرة بنبرة حاول جعلها دافئة قدر الإمكان وهو يمسك بكفها على الطاولة رافضا تركه .. وللأسف فقد دق قلب هناء لتلك النبرةرغما عنها ورغم علمها ويقينها بأنه لا يحبها وإنما يحاول الإقتراب منها لسبب تجهله .. ولكن يبدو بأن قلبها قد قرر خيانتها والتمرد عليهالصالح ذلك الحقېر .
نفضت تلك الفكرة من رأسها سريعا وتجاهلت قلبها وهي ترمق وائل بجمود ثم تسحب كفها من يده قائلة 
_ أنا كان ممكن أسامحك لو كنت كدبت عليا وبس بس الحركة الي عملتها لما زعلت منك وشفت جدي وقولتله اني خرجت معاك دي الي مشهقدر اسامحك عليها .
عض وائل على شفته ثم هتف بتبرير 
_ أنا مكنش قصدي والله بس انت استفزيتيني لما قلت عليا خاېن وانت عارفة اني بزعل بسرعة والمفروض انك بتحبيني بعيوبي !
منعت هناء بسمة ساخرة من الإرتسام على ثغرها لكنها لم تعلق .. تنهد وائل ثانية ثم قال بنبرة قريبة من الرجاء 
_ هناء ! أنا مستعد أعملك أي حاجة وترجعيلي قوليلي انت عايزة ايه وأنا هعملهولك .
نظرت إليه هناء بغرابة لبعض الوقت ثم هتفت بما فاجأه 
_ خدني للفيلا بتاعتك .
وضعت كوب الشاي أمام شقيقها الذي كان يلعب مع إبنتها لعبة بنك الحظ .. تنهدت بعدم رضا وهي ترمق إبنتها التي تستمتع باللعب دونأن تبالي بذلك المسكين الذي رفضته مرتين .. جلست بجانبها ورغما عنها كانت تنطق بلوم 
_ انت بتلعبي هنا ومبسوطة ولا همك إحساس الولد بعد ما رفضتيه مرتين 
رفعت دينا رأسها إليها وهي تلوي شفتيها بضيق .. كادت تجيبها لولا تدخل خالها قائلا بهدوء 
_ سيبيها يا علياء هي مش عايزاه !
هتفت علياء بغيظ 
_ بس هو شاريها والولد واضح انه كويس ومحترم ودخل البيت من بابه !
_ واحنا مش هنغصبها على الجواز هي كبيرة كفاية عشان تقرر بنفسها هتكمل حياتها مع مين .
أومأت علياء بعدم إقتناع وهي تنظر إلى دينا التي ظهر الضيق على وجهها من حديث والدتها إلتفتت إليها بعد صمت وقالت 
_ أنا حرة في اختياري يا ماما ولو اتجوزت يامن مش هبقى مرتاحة معاه لاني أصلا مش طايقاه


فلو عايزاني اتجوزه ومش مهم راحتيهتجوزه .
تضايقت علياء من طريقة كلامها لكنها تجاهلت ذلك وعقبت 
_ أنا مش معترضة على رفضك ليه أنا معترضة على رفضك لأنك تديله فرصة وتشوفيه مش ممكن تحبيه 
نفت دينا برأسها ببرود 
_ مش ممكن .
ثم تركت أوراق اللعب ووقفت مردفة وهي تخاطب خالها 
_ أنا عايزة اطلع شوية بعربيتك ممكن 
أومأ عامر بتفهم لرغبتها في الإختلاء بنفسها فشكرته ثم خرجت حتى دون أن تغير ملابسها .. دخلت الجراج بعد أخذها لمفتاح سيارة خالهاثم فتحت بابها وهمت بركوبها لكنها توقفت عند شعورها بشخص ما خلفها .
حاولت الإلتفات لترى هوية ذلك الشخص القابع خلفها تماما لكنه أمسك بذقنها بقوة يمنعها عن ذلك ثم وضع منديلا مخدرا على أنفها قبل أنتفكر في الصړاخ ..قاومت دينا في بادئ الأمر وحاولت إبعاد يديه عنها لكن قدرتها على المقاومة بدأت تتلاشى شيئا فشيئا حتى سقطت بينذراعيه فاقدة للوعي .
كانت براءة تسير بجوار سرين في المجمع التجاري عندما لاحظت غياب والدها الذي كان يمشي خلفهما فإستدارت لتجده يجلس بعيدا علىمقعد شاغر والتعب باد على وجهه .
سحبت يد سرين ثم عادت إليه معها ووقفت أمامه متسائلة 
_ مالك يا بابا انت تعبت بالسرعة دي 
نظر إليها بإستنكار وصاح 
_ بالسرعة دي ايه احنا بنلف من ساعتين تقريبا وانت لسه مشتريتيش حاجة !
ثم حول بصره إلى سرين التي كانت تقلب فستانا ما في المحل الذي يجلس قربه وأردف بصوت وصل إليها 
_ وأنا كنت فاكر انك انت بس
 

 

تم نسخ الرابط