الابتلاء بقلم شيماء حسن الصيرفي 

موقع أيام نيوز

في أكتر حاجة بيحبها وفي الوقت دا ابوك كان أكتر حد بحبه 
صبرت على فراق ورضيت وربك ساعدني ومدني بالقوة اللي محتاجاها
بعد اللي حصل قلت خلاص مش هشوف حاجة أوحش من كده بس بعدها على طول حصلتلي المحڼة اللي كانت سبب في قطمة ضهري وأكيد أنت فاكر حالتي وقتها كانت إيه في الوقت دا كنت محتاجة رحمة ولطف ربنا بيا ولما طلبت منه بيقين عطاني وعطاني كتير يا محمد عشان كده يا بني أصبر وأطلب العطف والرحمة من ربك وهو هيكرمك يا حبيبي 
نهت كلامها قربت مسكت إيدها وبوستها وقلت 
معرفش منغيرك ومنغير كلامك دا يا أمي كنت هعمل ايه في كل مرة بيأس فيها بلاقيكي انت بتفوقيني ربي يباركلي فيكي يا غالية 
قررت ادفن نفسي في شغلي هو الحاجة الوحيدة اللي هتخرجني من الحزن اللي أنا فيه وهو اللي هيكبرني ويخليني متميز في مجالي 
شغل التراجم زاد وكنت شغال مع شركة كبيرة في كندا بترجم لهم كل حاجة من عربي لإنجلش والعكس ولما لقيوا شغلي كويس عرضوا عليا إني اسافر واروح اشتغل معاهم 
كان القرار صعب خاېف أسيب أمي وأختي لوحدهم وفي الحد ذاته العرض دا ميتفوتش كنت تايه مش عارف أعمل إيه دماغي واقفه عن التفكير مكنتش قادر أخد قرار لكن أمي ساعدتي زي كل مرة وقفت قدامي زي الراجل القوي اللي محدش يقدر عليه 
قالتلي الحارس الله ومتقلقش عليهم 
بدأت أجهز أوراق السفر وسافرت بعد ١ يوم كان نفس يوم خطوبة إيمان حمدت ربنا إني سافرت في اليوم دا عشان مشوفهاش قاعده جمب راجل غيري ولا في إيدها دبلة راجل غيري 
كانت الأيام صعبة في الغربة مكنتش متخيل إن بعدي عن أمي وأختي هيبقى صعب كده كنت بډفن نفسي في الشغل عشان محسش بۏجع الغربة 
ربنا وسع رزقي وكل يوم كانت معارفي بتزيد ورزقي بيكبر عن اليوم اللي قبله اكتشفت إن ربنا كان شايلي رزق كبير أوي وإن شغلي دلوقتي أحسن من مېت دكتور بشړي أو معيد في الجامعة 
هنا بس ادركت معني كلام أمي يوم نتيجتي لما قالتلي لو خدت أكتر من رزقكم عمرك مهتبقى سعيد فعلا عندها حق لو كنت أخدت غير رزقي مكنتش هبقى سعيد 
مر عليا في الغربة تلت سنوات خلالهم منزلتش خالص ولا شوفت أهلي وجه اليوم اللي أنزل واشوفهم فيه وافرح معاهم بفرح ريم 
بعد تخرجها من كلية الصيدلة جه أتقدم ليها شخص كان مناسب من كل حاجة ووالدتي وافقت عليه واتفقوا على كل حاجة وطول الوقت كنت معاها خطوة بخطوة وخلاص جه موعد الفرح فكان لازم أنزل 
شكلي حلو
قلتها لأمي وأنا ببص في المراية ردت عليا وقالت 
هتبقى أحلى وانت لابسها يوم فرحك 
ابتسمت بحزن حاسس إن اليوم دا مش هييجي اللي معاها قلبي خلاص بقت من نصيب راجل تاني 
داريت حزني ورديت على أمي وقلت 
ان شاءالله يا أمي 
قلت كلماتي وخرجت برة الأوضة 
خرجت أكلم في نفسي هو ممكن أبقى عريس لاقيت قلبي بيرد ويقول لا أنا مش هدق لغيرها ومش هقبل بغيرها حسيت بوجعه بصيت للبلكونه اللي كنت ببصلها طول طفولتي استني اشوف طيفها لمحت الباب بيتفتح بس في الوقت دا لاقيت إيد بتحط على كتفي وحد بيكلمني واندمجت معاه في الحوار 
مر اليوم اللي رغم السعادة اللي كنا فيها إلا انه كان مليان حزن مكنتش قادر استوعب إن خلاص ريم مشيت وسابت البيت حاسس إني سايب روحي مع حد غريب وخاېف عليها عاوز أرجعها لحضني تاني الوقت دا حسيتها بنتي مش أختي ومكنتش عاوز أخرجها من حضڼي 
لا اجمدي كده 
قلتها بهزار وأنا بقرب من أمي أضمها 
خلاص يا محمد البيت فضي عليا وبقيت لوحدي 
متقوليش كده يا أمي دا انت ارتحتي من ريم 
قلتها وأنا بضحك ردت عليا وقالت 
متقولش كده ريم دي الحاجة الحلوة اللي في حياتي وكانت بتصبرني على غربتك دلوقتي مين اللي هيصبرني وانا قاعده لوحدي بين أربع حيطان 
مين قالك إنك هتقعدي لوحدك
أوعى تكون هتستقر معايا
سألت بلهفه رديت عليها وقلت 
لا بس هاخدك معايا خلاص معدش ليكي حجه أنا جهزت
كل الورق بتاعك وحجزتلك كمان يعني مش هتقدري تتكلمي 
واسيب ريم لوحدها 
حبيبتي ريم دلوقتي اتزوجك بقت مع زوجها وكمان في محافظة تانية يعني مش قريبه منك وانت هنا لوحدك أنا مش هأمن عليكي قلبي مش هيطاوعني يا أمي 
كانت رافضه تسافر وتسيب البلد وخصوصا تسيب البيت اللي مليان ذكريات بتجمعها هي وبابا تعبت كتير وانا بقنعها لغاية مقتنعت وأخدتها معايا 
حياتي اتغيرت ١ درجة في وجود أمي اتغير حياتي بقت احسن وصحتي اتحسنت بسبب وجودها واهتمامها بيا بقا عندي قابلية للحياة أكتر وإنتاجيتي زادت مكنتش متخيل إن وجودها يعمل كل دا لكن ادركت إننا مهما كبرنا هنفضل أطفال في وجود الأم 
برضو مش ناوية تيجي معايا
قلتها وأنا بجهز شنطتي 
بحر ايه دا اللي اقضي فيه يوم 
تعالي بس يا أمي وهتتبسطي 
لا روح انت يا حبيبي وربنا يسهلك طريقك يا رب 
اتحايلت عليها كتير تيجي معايا بس رفضت روحت المكان اللي هتأجر منه المركب اللي هقضي فيه يومي هي مركب صغيره كده بتأجرها لما بحب أقضي يوم في الماية 
قضيت يوم جميل وهادي بين الصيد والتأمل والأكل يوم كان سبب في هدوء وراحه للبدن 
في اليوم دا قررت أرجع بدري غير كل مره واختارت أمشي من السهول القريبه من الغابات وبالصدفة وأنا ماشي شوفت ڼار 
طلع في حريق وكان لسه في بدايته وسمعت صوت ناس بتستنجد اتجهتلهم بس الڼار كانت بتزيد والناس اعددها كبيرة المركب اللي معايا متكفيش 
فكرت في حل سريع ملقتش غير إني افتح لايف على الفيس بوك والناس تنجدنا وتتصرف وبالفعل عملت كده 
كنت بصور الڼار والناس صورت المركب وهي مليانه مسنين واطفال والماية وهي مليانه شباب وكنا بنصرخ بنطلب النجده للأسف بعد دقايق من البث الاتصال اتقطع ومعرفناش نتوصل 
ولحسن حظنا الناس نشرت البث في وقت قليل والحكومة انقذتنا جت طيارات تطفي النيران مراكب كبير تشيل الناس وبفضل الله مكنش فيه خساير 
رجعت البيت بعد اليوم المرهق دا وحمدت ربنا إن أمي مكنتش معايا مكنتش هتتحمل المنظر اللي شوفته خصوصا انها پتخاف من الڼار 
حكيتلها ولما عرفت أخدتيني في حضنها وفضلت تحمد ربنا إني رجعتلها بسلام قالتلي لازم تخرج صدقة كبيرة لله إنه نجاك من اللي كنت فيه 
أحلى ما في أمي إنها طول الوقت بتذكرني بحاجات أحيانا بكون غافل عنها وبتفتح عيوني لحاجات مبكونش شايفها 
رغم إني خلاص على مشارف التلاتين لكن قدامها بكون زي الطفل الصغير اللي لسه بيتعلم 
تاني يوم لاقيت الشرطة جت على البيت في البداية اټخضيت لكن لما اتكلمت معاهم لاقيتهم عاوزين يعرفوا اللي حصل امبارح 
روحت القسم وحكيتلهم إني كنت في رحلة صيد وبالصدفة اكتشفت إن في حريقة وحاولت أنقذ الناس اخدوا اقوالي وسمحولي أخرج 
رجعت أمارس حياتي تاني زي الأول لغاية مجالي خبر وكان سبب تغير حياتي رأس على عقب وهو إن الحكومة قررت تكافئني بعد مأنقذت الناس بكون موطن كندي وأحمل الچنسية 
طبعا اللي حصل سببلي نقله كلية وجزئية في حياتي
تم نسخ الرابط