روايه للكاتبه ولاء رفعت
المحتويات
وتركتها
ثم عادت إلي الكرسي أمام التلفاز و مازالت هند تتحدث مع والدتها.
عاد جمال للتو من الخارج قام بفتح الباب قابلته رائحة احتراق جعلته يركض باحثا عن م الرائحة وجد الدخان ينبعث من أسفل المكواه وقماش ه قد احترق خرجت
هند من الغرفة تسأل بقلق
إيه ريحة الشياط دي
ألتفت إليها زوجها ويمسك به المحترق
مين اللي ساب المكواه علي ال لحد ما أتحرق بالمنظر ده
هايكون مين غير الهانم مراتك سابت المكواه علي ك و دخلت ترغي في تليفونها تدي التقرير لأمها
نظرت هند إليها بحنق وأخبرت زوجها
أنا فعلا كانت معايا مكالمة بس ما أرد فصلت فيشة المكواة إزاي اشتغلت إلا إذا حد عملها قصد
قصدك إيه يا ست هند! يعني أنا اللي عملت كدة
عقبت والدتها بسخرية لإثارة ڠضب ابنها
هو حضرتك بتقولي إيه يا طنط! أنا متأكدة والله أن كنت فاصلة فيشة المكواه
أنتي هتاخدي بالك إزاي أصل الرغي في التليفون بيخليكي تنسي كل حاجة
لو سمحت يا دلال خليكي في حالك أنا موجتهش ليكي كلام
يعني غلطانة و بتبجحي كمان
خلاص منك ليها في داهية ال أهم حاجة أن مراتي بخير
من زوجته أمام نظرات شقيقته ووالدته واردف
و كتر ألف خيرها شايله البيت وبتعمل حاجات المفروض مش ملزمة بيها
ترى هند الشړ في أعينهم لذا قاطعت زوجها
ادخل أنت خدلك و دش وغير هدومك يكون الغدا جاهز
لاء أنا مش جعان أنا داخل أريح شوية تعالي عشان عايزك في حاجة مهمة
روحي ياختي وراه اللهي تطلع روحك
وكزتها والدتها بمرفقها
هدى اللعب
شوية بدل ما تلاقيه مسك فيكي بسبب الحلوة مراته
و داخل الغرفة كان يربت عليها وهي تبكي
بټعيطي ليه أنا عارف مش أنتي اللي عملتي كده دي ألاعيب دلال أختي وأنا عارفها كويس
بعيط لأن تعبت يا جمال بدعي ربنا أنه يكرمك من وسع ونلاقي مكان يكون بتاعنا ومحدش ېحرق في دمي
توقفت
عن البكاء وتحول إلي فرح ولهفة لمعرفة ما سيخبرها إياه
بجد أتحلت إزاي
أنا كنت شايل فلوس النقطة بتاعت الفرح و معاها قرشين شايلهم للزمن استلفت قرشين من عاطف صاحبي وكلمت سمسار يشوفلي شقة إيجار حنين في منطقة جمبنا وبكره هاروح أبص علي الشقق اللي هيوديني أشوفها لو عاجبتني واحدة فيهم هاخدك ونروح نمضي العقد ودفع المقدم وإيجار كام شهر كمان
ابتسم وأخذ يداعب خصلات شعرها
وهاتخلصي من شړ دلال هي أختي اه لكن أجارك الله لما بتحط حد في دماغها بيبقي علي الله حكايته
يقف أمام منزل عائلته وعلي يساره تجلس والدته وأمامها أوراق الجرجير والبقدونس
اه يا ضهري الواحد شكله خد برد بالله عليك يا عاطف يابني خد بالك من الخضرة عقبال لما أروح أتوضا وأصلي العصر ما يفوتني
روحي يا أمي ما تخافيش علي الحاجة
روح يابني الله يهديلك نفسك و يصلحلك حالك و يشيل الغمامة من علي عينيك
ولجت إلي داخل فناء منزلهم وظل عاطف يقف وېدخن لفافة التبغ وعقله شارد في ابنة الجيران رغم من ظنونه التي لا شك فيها لكن الحب كان يعصب عينيه.
همسات وغمز ولمز بين مجموعة من الشباب ألتقط منها الآتي
ألحق ياض منك ليه مش دي البت سماح بنت عم مليجي
رد شاب آخر
لاء يا عم هي أخرها تيك توك وفيديوهات الروتين لكن أفلام من النوع ده لاء
طب وربنا هي بس يخربيت أ...
اختطف عاطف الهاتف منه و أخبر الشاب
خمس دقايق وهارجعه لك يا نجم
وفي طريقه إلي منزل سماح شاهد الم الاباحي و عينيه لا ټخونه يحفظ ملامحها كما يحفظ اسمه وكنيته جيدا.
في الأعلى كانت تقف أمام المرآة وتنظر إلي ذاتها بازدراء ثم اجهشت في البكاء تتذكر ما يحدث لها علي مر الأيام السابقة من إجبارها علي تمثيل تلك الخليعة وليس هذا فقط بل يرسلها عوني إلي زبائنه الأثرياء تهافت عليها الكثير منهم بعد مشاهدة أصبحت سلعة وضيعة تباع و تشترى دون حق المعارضة منها وألا سيفتضح أمرها أمام عائلتها أو تزهق روحها علي يد أحد رجال هذا البدين الډيوث.
طرقات عڼيفة علي باب منزلها انتفضت پذعر حاولت تجفيف دمعها سريعا وذهبت لترى من الطارق فتحت الباب فوجدته يقف أمامها ونيران الڠضب تندلع من عينيه
عاطف!
أبوكي أو أخوكي هنا
ابتلعت ريقها من الخۏف فاخبرته بتوتر وقلق
محدش هنا فيه حاجة
دفعها إلي الداخل وأغلق الباب خلفه وضع شاشة الهاتف أمام عينيها
أقدر أعرف إيه ده
شهقت وتظاهرت بالخجل واضعة كفها علي عينيها
إيه اللي أنت مشغله ده أنت أتجننت
أغلق الم ثم أغلق شاشة الهاتف كالۏحش الضاري
أنا كان قلبي حاسس خصوصا من بعد أول مشوار و لا البودي جارد اللي بيجي ياخدك من علي الناصية مخصوص لحد ما وصلتي !
مش أنا ده كدب دي متفبركة
و لو أثبتلك أنها صح وقتها مش هجيلك لكن كلامي هيبقي مع أخوكي وأبوكي
خفق قلبها من الخۏف بقوة من تنفيذ تهديده وجدت عليها اقناعه بكذب جديد
أنت فاهم غلط أنا الراجل اللي بروح بشتغل عند مراته خدامة بيبعت ليا حارس مخصوص عشان هو في منصب كبير في البلد و أي حد تبعه حتي الشغالين اللي زيي بيحطلهم حراسة
ضيق عينيه ويبدو عدم اقتناعه بحديثها الخادع نفض ذراعها ويحدق لها من أسفل إلي أعلي بازدراء
و أنا بقي المفروض أصدق كذبك ده!
تصدق و لا ماتصدقش أنت مين أدالك الحق تحقق معايا لو عايزني أعيدلك كلامي اللي قولته لك كدة يا عاطف من عينيا هاقول...
مش عايز اسمع حاجة واللي إدالي الحق أنك جارتي وبنت حتتي وعشان خاطر أخوكي اللي مالهوش ذنب ينكسر بسببك
طرق في خاطرها حيلة تظن أنها ستؤثر بها عليه وضعت يدها علي ه
لاء أنت بتعمل كل ده عشان بتحبني ونفسك تتجوزني بس أنت استسلمت مع
أول رفض مني ليك المفروض تحاول مرة واتنين وتلاتة لحد ما تخليني أقولك أنا موافقة و لا إيه
وضعت رأسها علي ه تخفي ابتسامة أفعى ماكرة هيهات ووجدت جسدها يدفع إلي الوراء
خلاص معدتش تدخل عليا حركاتك أوي هعرف كل حاجة و هاعرف إن كان دي حقيقية ولا لاء
بصق جانبا ثم غادر المنزل صافقا الباب خلفه تاركا إياها غارقة
في براثن وعيده.
تجلس خلف المكتب تتابع عملها علي الحاسوب تتجنب رؤية رامي الذي فتح الباب وولج دون أن تأذن له ثم أغلقه خلفه
هو أنا لازم أفضل أتصل عليكي وماترديش! المفروض أنا اللي أكون متضايق عشان سيبتني في الحفلة ومشيتي من غير حتي تقوليلي
تركت ما في يدها من عمل ونهضت تشير إليه نحو الباب
اتفضل برة مش عايزه أشوف وشك تاني
إيه يا غروم بتكلميني كده ليه
حدقت إليه بازدراء فأخبرته
عشان أنا ما بكرهش في حياتي قد الكدب والغدر والخداع والتلاتة متجمعين فيك
تظاهر بالتعجب
أنا! ليه بتقولي كده
كانت لا تريد مواجهته لكن قررت أن تفعلها دون خوف أو تردد
مثلت عليا الحب والهيام عشان أبعد عن صاحبك وكمان مستعد تأذيني و ټأذي صاحبك الوحيد عشان شوية فلوس و طبعا برعاية مدام منيرة
صدمة هبطت فوق رأسه وأول سؤال جاء له في ذهنه
أنتي جيبتي الكلام ده منين
سمعته بودني وأنت بتستلم الشيك نظير عملك اللي نجح أول خطوة و ناقص الخطوة التانية
أدرك أخيرا سبب معرفتها اخبرها بفطنة
كان لازم أعمل كدة أنتي ما تعرفيش مدام منيرة دي ممكن تعمل إيه فيكي و سبق وحذرتك وبالتأكيد سمعتي كلامها عنك وقد إيه بتكرهك ونفسي تخلص منك بڤضيحة
ابتسمت غرام بسخرية
و علي إيه أنا كده كده هقدم استقالتي وأبعد عن ابنها و عن الشركة و كل ده عنك أهم حاجة
غرام اسمعين...
اسمعني أنت وياريت توصل الكلام ده لمنيرة هانم أنا واحدة كان أقصي أمنية ليها أؤكل لقمة بالحلال وأخلي أمي وأخواتي يعيشوا مش محتاجين حاجة لكن نسيت أن هقابل ناس أمثالكم الشړ بيجري في دمكم
نحوها معقبا
غرام أنا بعترف كنت في البداية بمثل عليكي الحب وطلبت إيدك للجواز لكن اكتت مع الوقت أن فعلا بحبك و عمري ماكنت هنفذ طلب منيرة هانم اللي أنتي سمعتيه
كفاية كڈب بقي بلاش تحاول تجمل صورتك قدامي أنا أصلا مكنتش موافقة عليك لأن واثقة وعارفة أن وراك هدف وسبحان الله ربنا كك قدامي
أنا هثبتلك أن بقولك الحقيقة و ما بكذبش عليكي
أمسكت حقيبة اليد خاصتها وهمت بالرحيل
ولا هتفرق معايا وياريت تبعد عني خالص أحسن ما أقول لصاحبك علي كل حاجة
تركته وغادرت الغرفة متجهة نحو مكتب يوسف المنهمك في قراءة ملف ورقي وضعت أمامه علي المكتب ورقة تقول له بحسم
أنا بقدم لحضرتك استقالتي
تفتش في كل ركن و زاوية داخل الغرفة تتحدث في الهاتف
مش لاقيه حاجة يا جمال أنت متأكد أنك حاطتهم في الكمودينو
ما أنا كنت شايلهم قصادك إمبارح هيكونوا راحوا فين
ما هو ده اللي هايجنني كأن الأرض انشقت وبلعتهم
خلاص اقعدي استريحي و أنا طالع هادور عليهم بنفسي
وفعل ذلك وأخذ يبحث أيضا دون جدوي لم يجد المال خرج إلي والدته وحين رأي شقيقته جوارها لاحظ علي ملامحها التوتر
أمي أنتي أخدتي الفلوس اللي كانت في الكمودينو جوه في أوضتي
انتبهت والدته إلي رد فعل ابنتها
فلوس إيه يابني اه صح أنا كنت محتاجة مبلغ عشان أختك سناء عملت عملية الزايدة وكان جوزها واخد من العهدة بتاعت شغله
عملية زايدة إيه يا ماه أختي شايلة الزايدة و هي لسه عندها 10 سنين أنتي مش عايزة تقولي الحقيقة ليه
نهضت والدته وأطلقت زفرة بنفاذ صبر
أيوه أنا أخدتهم كنت محتاجهم
طيب يا ماه خليكي ما تقوليش الحقيقة وخبي براحتك و داري علي اللي خدهم بس عايزكم تعرفوا أنا جبت
أخري و النهاردة أخر يوم ليا و لمراتي هنا
الفصل السادس عشر
ظلت علي تلك الحال لعدة أيام تضع له ورقة طلب الاستقالة فيقوم بتها أو تكويرها بين قبضته ثم يلقيها داخل سلة المهملات.
لم تستسلم وعزمت أن اليوم أخر يوم لها ولجت داخل غرفة مكتبه وضعت الورقة أمامه
أنا مضيت و خلصت كل الإجراءات و مستنيه إمضاء حضرتك
نظر إليها وأخذ يمعن التحديق مما أثار ڠضبها
هاتفضل تبصي لي
كتير كل اللي طلباه منك توقيعك و اه خد حاجتك بالمرة
أخرجت من حقيبتها ظرف ملئ بالنقود وضعته أعلي سطح المكتب واستطردت
و دي كل الفلوس اللي اخدتها منك علي سبيل السلف بالنسبة بقي لمصاريف الجامعة أنا اللي هدفعها وتشكر جدا لحد كدة علي وقفتك معايا
همت بالذهاب و الخطوة الثانية جذب يدها بقوة ارتطمت في
متابعة القراءة