روايه للكاتبه ولاء رفعت
المحتويات
رأفت
بيه بذات نفسه ياريت بقي تخليك في حالك و تسيبني في حالي
أخذ يضحك ليثير حنقها وأخبرها بحديث مبهم تدرك معناه جيدا
لو حاطة أمل علي غيري غيري عمره ما هيبقي ليكي و لو أهتم بيكي شوية أول ما تبقي ليه هايسيبك زيك زي أي واحدة عرفها ك لو سكتك دوغري وراسمة علي جواز ده هيبقي
المستحيلات لأنك زي ما أنتي شايفة بعينيكي هو من عيلة مين اللي زيي
رفعت زاوية فمها جانبا بسخرية
وصلت يا أستاذ رامي بس اللي حضرتك ماتعرفهوش إن أنا تي بغيرك في حدود الشغل مش أكتر من كدة و عمري ما بصيت لحاجة أنا مش قدها بالنسبة لكلامك الأخير بتاع شبهي و شبهك أنا عمري ما هابقي شبهك حتي لو إحنا في مستوي مادي واحد عارف الفرق ما بينا إيه أنا سكتي يمين لكن اللي زيك سكتهم علي طول شمال حتي لو أتجوزوا عن إذنك
و في طريقها إلي غرفة المكتب الخاص بها ذهبت إلي يوسف عندما رآها أشار إليها بالدخول
تعالي يا غرام عايز أخد رأيك في حاجة
ذهبت ووقفت جواره لتنظر نحو ما يشير إليها
دي التصميمات الجديدة لسه مبعوته من فريق التصميم وإحنا مسئولين عن تسويقها إيه رأيك فيها
غرام غرام
يناديها بعد أن لاحظ صمتها وألتفت دون أن تدري ليجدها أسيرة هيهات وانتبهت إلي ندائه
مع حضرتك معلش سرحت شوية
ابتسم وسألها بمكر
عاجبك البرفيوم
اه لاء برفيوم إيه اللي حضرتك بتسأل عنه
علم إنها تتهرب من الإجابة الذي يريدها
أشارت نحو شاشة الحاسوب
التاني و الرابع والسادس و التامن أجمل من الباقي
تعرفي إن ده كان نفس إختياري
بجد
سؤالها كان ذو نبرة يبدو عليها التوتر ذهبت للجلوس علي المقعد أمام مكتبه فأجاب
اه بجد واضح إن فيه حاجات مشتركة ما بينا
حمحمت فانتابها سعال فجأة تناول زجاجة المياه من أمامه والكوب
أخذت الكوب وقامت بشرب القليل من الماء بينما هو قام بغلق الحاسوب وتناول سترته من فوق ظهر المقعد ليرتديها
روحي هاتي شنطتك من المكتب وتعالي عشان أوصلك في طريقي
توردت وجنتيها من الخجل والحرج لأنها أخبرته
معلش يا مستر يوسف مش هاينفع أركب مع حضرتك
تفهم رفضها فقال
خلاص هطلبلك أوبر يوصلك
ابتسمت لتخفي الحرج الذي تشعر به
بتركبي إيه
ابتسمت وأجابت
المترو
أنا حبيت المترو أوي ممكن أروح معاكي وهنزل في آخر محطة و من هناك هاخد أوبر لحد الفيلا أظن المترو وسيلة عامة مليانة ناس مفيهاش حاجة لو جيت معاكي
لم ترده خائبا
خلاص أنا هاروح أجيب شنطتي وهاستني حضرتك قدام المكتب
و أنا هاعمل مكالمة و هعدي عليكي
ذهبت مسرعة إلي غرفة عملها بينما في أخر الرواق حيث المصعد خرجت كل من كاميليا برفقة ماهي
كوكي تفتكري يوسف هيفرح لما يشوفني
أجابت الأخرى بطيف ابتسامة
يمكن اه و يمكن لاء
و لاء ليه بقي
ابتسمت بمكر تعلم سر عودته للعمل في الشركة عندما سمعت زوجها وأبيه يتحدثان عن يوسف المواظب علي العمل بجد ونشاط
مش يمكن فيه حاجة تانية مشغول بيها
أخذت تفكر فيما تلقيه كاميليا من معاني غامضة و في النهاية لم تعط أدني اهتمام لحديثها ذهبت تبحث عن غرفة مكتب يوسف.
و لدي كاميليا داهمت مكتب زوجها فوجدت سوزي تقف منه تعطيه عقود يقوم بالتوقيع عليها ورقة ورقة فانتبه لولوج كاميليا المفاجئ ابتعدت سوزي من جواره عندما تلاقت عينيها بالأخرى كاميليا كانت تحدق إليها بابتسامة دبت الړعب في قلب الأخرى يبدو إنها أصعب وداهية أكثر من السيدة منيرة.
جلست علي المقعد تضع ساق فوق الأخرى
إيه رأيك في المفاجأة دي يا بيبي أصلك وحشتني أوي قولت لما أعملك مفاجأة وأشوفك
نهضت ومالت بجذعها نحوه لته أمام أعين سوزي التي حمحمت بحرج
عن إذنك يافندم
أستني عندك
كان أمر من كاميليا فألتفت إليها سوزي
نعم يا كاميليا هانم
أشارت إليها بتعجرف
روحي هاتيلنا إتنين آيس تشوكيلت من الأوفيس
نظرت سوزي پصدمة ثم نظرت إلي نور لإنقاذ الموقف أومأ لها بعينيه ثم عاد ببصره إلي زوجته يخبرها
كوكي حبيبتي آنسة سوزي تخصصها سكرتيرة مش أوفيس بوي
نظرت نحوها بازدراء ثم عقبت علي جملة زوجها
و ليه مش هي بتقدم القهوة لأونكل رأفت
هنا تخلت سوزي عن الصمت
لاء يا مدام كاميليا مش بقدم أي مشروبات و ساعات إحنا بنخدم نفسنا بنفسنا يعني اللي عايز حاجة يعملها بنفسه عن إذنك ورايا شغل
مهم
و بادلتها نظرة الازدراء كما تفعل معها الأخري.
بالعودة إلي ماهي وجدت مكتب يوسف ودخلت بخطوات لم
يشعر بها الأخر وضعت كفيها علي عينيه
أنا مين
أبعد يديها عن عينيه
أهلا ماهي
وسهلا يا چو أنا حبيت أعملك مفاجأة وأخدك نتغدي بره أنا وأنت و كوكي برضو هنا هتاخد نور و هيتغدوا بره هما كمان
معلش يا ماهي خليها في وقت تاني
صاحت بدلال و رجاء
بليز چو عشان خاطري هي ساعة و هانروح علي طول
أخذ يتردد أن يوافق وقد نسي أمر غرام التي تنتظره وفي طريقها إليه
تمام ساعة واحدة مش أكتر من كدة
و إذا بها صاحت بتهليل وفرح قامت بمعانقته فكان الباب مفتوحا للمنتصف كادت غرام أن تدخل فرأت هذا المشهد تراجعت علي الفور كانت ستصطدم بالذي يقف خلفها استدارت علي الفور فوجدته رامي يضع يديه في جيوبه يخبرها بانتصار
دي ماهي عمار المنوفي بنت النائب العام السابق و والدتها تبقي صديقة مدام منيرة مرات رأفت بيه و كنا سامعين الفترة اللي فاتت إنهم هيتخطبوا
لم تجب علي حديثه المقصود وأكتفت بالنظر إليه بازدراء ثم ذهبت أن ټنفجر باكية ويتردد في سمعها تحذيراته.
الفصل الثالث عشر
دروس الحياة ليست مثل النصائح الإرشادية المدونة خلف الكتب الدراسية بل هي تجارب نعيش داخلها ونمر بها إجباريا.
في حي قريب داخل قاعة لإقامة حفلات الأس يصدح صوت الأغاني يتراقص عليها الشباب والفتيات كما يتراقص قلب هند التي جمال غير مصدق أنه ظفر أخيرا بحب حياته لكن هناك ما يقلق دواخله يخبره حدسه أن سكون والدته وترحابها للعيش معهما هو وزوجته لن يمر هكذا كمرور الكرام يخشي ما تضمره والدته تجاه هند سيقع حينها داخل بوتقة من المعاناة لذا يدعو ربه أن يخيب ظنه.
توقفت هند عن الرقص قليلا تسأله
مالك يا حبيبي سرحان في إيه
ابتسم وأخذ يحدق في عينيها ذات النظرة التي سلبت لبه بسحرها فأخبرها
مش مصدق نفسي أخيرا أنا وأنتي هنعيش مع بعض بعد ليالي سهر وشوق و نعد الأيام وكنت أقولك امتي بقي نتجوز
توقفت الأغاني الصاخبة وبدأت موسيقي هادئة ابتعد كل من علي ساحة الرقص ليتثني للعروسين الرقص بمفردهما صوت صفير وتهليل وضعت يديها أعلي كتفيه بينما مالت برأسها نحو كتفه وواصلت حديثهما
أنا اللي حاسة أني في حلم
عقب من أذنها
يخلص الفرح و أخدك ونروح ولما يتقفل علينا باب واحد هخلي لك الحلم يبقي حقيقة
و بعد إدراكها مرمي حديثه أها الخجل ولكزته في كتفه وت رأسها بين كتفه
وعلي بعد أمتار قليلة يجلس شقيقاته الثلاث حول المائدة يتابعن بل يراقبن العروسين علقت احداهن پحقد ينضح من عينيها
شوف البت وبجاحتها عماله تحضن في أخويا قدام المعازيم من غير خشى ولا حياء
ردت شقيقتها
ما تحضنه و لا ته يا دلال ما هو بقي جوزها حلالها
ليهم أوضة هتلمهم لما يروحوا و لا لازم شوية المحڼ دول يتعملوا قدام الناس!
ما تبطلي بقي نفسنة وحقد يا دلال و لا عشان جوزك منكد عليكي عيشتك فهطلعي عقدك علي غيرك!
هنا تفوهت والدتهما وتنظر لهما پغضب
ما تتلمي منك ليها عايزين تفضحونا في وسط المعازيم!
يعني عاجبك كلام دلال ياماه
خلاص خلص الكلام
ثم عادت بنظرها نحو ابنها وعروسه مازال يرقصان فاخفضت صوتها وتخبر ابنتها دلال
و انتي بطلي برطمة لحماة أخوكي و لا حد من قرايبهم يسمعوكي
يعني حرام أتكلم ياماه
لاء يا قلب أمك قولي اللي نفسك فيه بس لما بابنا يكون مقفول علينا هنا أهلها و قرايبها متراشقين في كل حتة وأنا مش ناقصة مشاكل خلي ليلة أخوكي تعدي علي خير
اقتربت من ابنتها أكثر لتخبرها ظنا منها أنه لا يوجد أحد يسمعها غيرها أكملت
مش هي اختارت أنها تعيش معايا تستحمل بقي اللي هاعمله فيها بنت رمضان وخيرية
ألتقي حاجبي ابنتها وعلامة استفهام يشوبها فضول تتخلله ابتسامة شړ مدقع
ناوية علي إيه ياماه
ابتسامة شيطانية تجلت علي ها
هاتعرفي كل حاجة في أوانها
انسحبت غرام من خلف حزب الشيطان هذا دون أن تلفت الأنظار ي الخۏف فؤادها علي صديقة دربها تريد أن تحذرها لكن تخشي تعكير صفو تلك الليلة ما بين صديقتها وزوجها و بين أهله.
اقترب الحفل علي الانتهاء و بدأ الجميع في المغادرة واحد تلو الأخر ولدي هند وجمال
مش هوصيك علي هند
يا جمال شيلها في عينيك أوعي تزعلها و لا تسمح لحد يجي جمبها
ما تقلقيش يا غرام هنوده جوه
عينيا و علي راسي ومحدش يقدر يجي جمبها طول ما أنا موجود
عروسه وقام أمامهم جزت والدته علي اسنانها وحاولت إخفاء ما تكنه من كراهية لزوجة ابنها بينما غرام رأت تلك النيران المندلعة داخل عينين هذه الشمطاء وابنتها الحاقدة
غرام من صديقتها وعانقتها تلقي بالنصائح الأقرب إلي التحذير
ربنا يتتملكم علي خير يا حبيبتي و لو حصل أي حاجة أوعي تيجي علي نفسك و لا تتهاوني في حقك
قد فهمت هند مغذي تحذير صديقتها لها
ما تقلقيش على صاحبتك قدها وقدود
ش بالاختناق يكاد إلي الش بالسحق بين المطرقة والسندان هي التي سلكت أول خطوة من خطوات إبليس دون رادع لن تعلم قانون الكارما ينص علي لكل فعل ردة فعل يضاهيه في القوة زرعت فحصدت ثمار الفسق وعليها أن تجنيها....
اهتزاز هاتفها يعلن عن استقبال رسالة واردة امسكت بالهاتف وقرأت فحواها ما بين ټهديد ووعيد هذا المدعو عوني القرني
أتأخرتي ليه عن الميعاد يا موحة... التأخير مش في مصلحتك خالص... و لا تحبي امسي عليكي بمشهد من
فيلمك اللي منور شاشة اللاب قدامي دلوقتي
ما أن انتهت من قراءة الرسالة وجدت م مرئي صغير قامت بتشغيله و يا ليتها ما قامت بمشاهدته أغلقت شاشة الهاتف علي الفور وركضت إلي الخارج متجهة نحو الحمام أغلقت الباب بعد أن ولجت وأطلقت لعبراتها العنان وقعت عينيها علي علبة صغيرة موضوعة فوق الرف الزجاجي المرتفع أعلي الحوض يحتوي علي رات حادة الخاصة بالحلاقة تنظر إليها تارة و إلي صورتها في المرآة تارة أخري تحاول العودة عن ما يوسوس به لها الشيطان تمد يدها بتردد لتمسك بالعلبة و مرت الثوان كالساعة شهقت وكأنها
متابعة القراءة