رواية اسلام جميع الفصول
المحتويات
تتسرب من أنفه ووجهه ولم يكتفى أدم بذلك فجعله يسقط على الارض و يركله فى بطنه.
أقتربت فتاة جريئة ټضرب ياسمين على وجهها معتقدة ان أدم لن يقترب منها لانها فتاة فكان الاسوء لها انه قام بكسر يدها الاخرى .
خلع أدم معطفه ووضعه علي ياسمين وقام بسحبها الى سيارته .
كانت تنظر اليه بغرابة وعيناها مليئة بالضباب من هو هذا الذي أنقذها من هو الذي قام بتحريرها من أيديهم .
ويقول بنبرته التى جعلت جسدها ينتفض ..
_ متخفيش أنا معاك .
تلاشي الضباب لتصفى الرؤية تدريجيا على عيناها لترى أدم ينظر اليها بتلك العينان الغاضبة ..
جاء الليل بعلو القمر يرتسم داخل السماء بضوءه الشديد التى أخفته السحب عن عيناها واخفت النجوم عن رؤيتها لمحت ذلك الرجل الذي يأتى اليها بالصناديق يقف أمام بوابة المنزل لكن فى تلك المرة لم يكن معه أى صناديق
ذهبت الى غرفتها .. وقامت بفتحها ... تقرأ مابداخلها
عيناك سرابا لبئر يسحبني
اخطو اليك وارادتى ليست ملكي
فى الدنيا قالوا ان لكل داء دواء
فكان حبي لك دائى وانت لى كنت دوائى
قالوا ان الحواس خمس
وانا اخبرهم ان الحواس سبع
فالحب فى اذني ينصت لهمسك
الحب فى عيني يرى سحرك
الحب فى انفاسي يلثم رائحتك
الهواء فى رئتي يمتلأ بحبك
الحب فى يدي يشعر بخفقك
كانت تعيد قراءة الرسالة أكثر من عشرات المرات وتترك فى قلبها أثرا .. حتى شعرت ان الرسالة ليست لها ...
_معقول كل الحاجات دي متكونش جاية ليا وجيت هنا غلط . بس كاتب زهرة الياسمين ..
تنهدت وهى تنظر الى الرسالة ... وتردف ..
_ لازم اتكلم مع سيف ..
مر يومين كاملين لم يتحدث معها أدم يقوم بتوصيلها الى جامعتها أمام الجميع ولم تأتى الجراءة لأحد حتى يرفع عيناه فى عيناها .
قدم اليها هاتفا جولا بدون كلمة واحدة .
نظرت اليه لتراه انه ليس الهاتف الذي سحبه منها منذ أخر مرة بل هاتف جديد .
باقى الطلاب كانوا مصعوقين مما سمعوه لكن كلما ينظرون اليها يروا فتاة جميلة مثل الأميرات فكانت الغالبية معها يحترمونها ويقدرونها وفئة قليله بقت حاقدة بنظراتها فقط لا تعلم أهو بسبب جمالها أم تفوقها عليهم أم بسبب انها كانت ....
لم تعد تشعر بالخۏف لم تعد تخشي من نظرات الناس بقت تمشي رافعة الرأس لا تعرف كيف تغيرت ..
لم يتوقف رامي عن الذهاب الى الجامعة ولم يتوقف عن النظر اليها علمت فيما بعد أنه لم يحضر ماحدث لها من تعنيف بسبب عرض كاميرات المراقبة على الشرطة لأن عمها أثر على سجن الطلاب الذين قاموا بمهاجمتها . وبالفعل لم يتركهم حتى جعلهم قامو بدفع الثمن غاليا هم وعائلاتهم .
استمرت الايام تجرى كالخيل أصبح هدفها هو دراستها حتى صار التفوق مركزها وبقي اسمها يلمع فى دفعتها .
اقترب الامتحان وبقت ايام قليلا على الاختبار .
وعند أخر محاضرة قام رامي بايقافها وهى تسير خارج المدرج وطلب منها أن يتحدث معها ارادت أن ترفض لكن لم تستطع بسبب ......
فوقف الاثنان فى مواجهة بعضهما
_ حولت نفسك ليه ليه دخلت العالم دا .
_ أسمع يرامي أولا أن محولتش نفسي أنا أتولدت بعيب خلقى وبسبب الظروف بقيت اسلام وبعدين صلحت نفسي . ومتحولش تحاسبني على حاجة مش بايدي ...
_ مخنث !!!
التفتت ياسمين وابتعدت عنه بعد ان قام برمى تلك الكلمة لكن أوقفها وهو يقول
_ عاوز فلوسي .
توقفت عن الخطى .. والتفتت اليه .. وقد تحقق تخوفها
_ هرجعهم ليك فى اقرب وقت . اصبر عليا شوية
_ لا مش هصبر ..
_ أنا معيش فلوس دلوقتى وبصراحة مش هعرف أكون المبلغ دا غير بعد فتره . ياريت تعمل اعتبار لصحوبية اللى كانت بينا قبل كدا .
التمعت عين رامي بالخبث فقال .. وهو يرفع حاجبا عن الاخر .
_ انا عارف
تردهولى بسرعة ازاى
ضيقت عيناها وهى تنظر الي عيناه الزيتونية وتتنبأ بشئ لن يعجبها .
الفصل الرابع عشر
إبتسم وهو يرى نظراتها له المتحفظة التى تجيد قراءة عيناه الخبيثة وتلاعبه بالحروف .ظهرت منه ضحكة خفيفة ساخرة وهو يقول
_ مالك بتبصيلي كدا .
أنت أخر واحد ممكن أبصلك يا مخنث .
انتبهت له بنظراتها المتفاجاة تنتظر كل كلمة تخرج من شفتاه السميكة تريد أن تفك شفرة عيناه وما بها من نوايا تعلم أنه سيد الخبث يتلوى كالأفعى عندما يريد شيئا .
فاردف رامي بعيون جدية
_ تيجي تشرح ليا المواد لو أنا نجحت مش هطلب منك اى فلوس .
لم تتوقع ابدا صدور تلك الكلمات من رامي خاصة أنه شخص غير محب لدراسة فكثير ماكان يهرب من الفصول الدراسية ولا يذهب الى الدروس الخاصة فبدأ الشك يجول داخل عقلها بتساؤلات غامضة .
فقالت ..له وهى ترفع حاجبا وتنزل الأخر بغرور .
_ هفكر .
_ بكرة الساعة أتنين هستناك فى كافية الجامعة .
عضت شفتاها بضيق فدائما مايضعها أمام الأمر الواقع بدون شروط فردت عليه معترضة .
_ نعم دا معاد محاضرة .
_ لو مجتش فى المعاد دا هاروح لعمك أطلب الفلوس .
_ خلاص .. خلاص . بكرة الساعة أتنين بس بشرط
... متقوليش مخنث دي تاني ولا متحول انا مش كدا .. . انا كنت فى الماضي خنثي لكن دلوقتى ياسمين و مش هسمحلك تكلمنى بصيغة المذكر أنت فاهم .
_ وهى تفرق إيه ..
_ تفرق كتير
رد عليها رامي
_ خلاص يامهندسة ياسمين . قال حروف إسمها بطريقة تعطى لكل حرف حقه من السخرية .
فنظرت اليه باستحقار وذهبت فى طريقها تحت نظراته المتفحصة الجريئة .
كان يشعر بالضيق من تصرفاتها العدوانية معه وخاصة بعد أختفاء بعض بزلاته الانيقة لكن زاد أكثر عند ملاحظته لإختفاء ساعته الذهبية التى أحضرتها له أمه فى أول وأخر لقاء جمعهما وكان يحتفظ بها يلثم رائحتها كل ليلة .
لم يعد يحتمل ماتفعله به وقد انعدم الامان بينهما فقد كان يخفى ما مر به طويلا بسبب صغر سنها ودخولها الى عش الزوجية فى سن صغير لكن نضجت الان ولم تتغير برغم صبره عليها .
فأنتظرها فى غرفتهما يمشي پغضب وعندما ودخلت عليه وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة .. هتف بغيظ
_ مش ملاحظة أنك زودتيها حبتين يالبني طب مش خاېفه من أنى أعرف أنك ..تنهيدة ..
_ بتكلمنى كدا ليه ياأدم وبعدين متتكلمش بالألغاز خليك واضح وصريح .
أطلق زفرة طويلة وقال پغضب .
_ يعني مش عارفة أنا بتكلم عن إيه .. قالها وهو يلقي بجانبها صندوقا فارغا الخاص بساعته الرقمية .
لمح نظراتها المترددة وتشتت كلماتها المبهمة فأردف .
_ لو كنت طلبتي منى فلوس مكنتش أتاخرت عنك وأنت عارفة كدا كويس لييه تسرقي لييه وكمان تتهمي البت اليتيمة الغلبانة أنت ليه بتعملى كدا .
وقفت لبني وقد أنقلبت قسماتها للڠضب وتهتف به
_ يتيمة وغلابة ...!!! قولى بقي الحرباية ضحكت عليك بكلمتين وجاي تطلعهم عليا أنت عمرك ماهتتغير يا أدم هتفصل حطيتني بدور المتهم فى حين أنك مش عاوز تعترف أنك اللى غلطان .
_ غلطان !!
.. ليه دايما شايفه أن مشاكلنا فيها غلط وصح مشكلتك يالبني أنك دايما بتحكمي ونسيتي أن الغلط فينا إحنا الاتنين وكان غلطى أنا الأكبر بداية من سكوتى عليك وصبري انى اسيبك طول اليوم عند أهلك بعيده عنى ومترجعيش غير بليل وأجى أوجهك تقولى أهلى وأهلى ... طب وأنا مليش نسيب فى اى حاجة سيباني لوحدى .. أكل لوحدى أكلم نفسي .
تعرفي ...أنت الخسارنة ... أنا أدتلك فرص كتير وأنت استغلتيني .
خل أهلك بقي ينفعوك وخليك قاعده فى حجر أمك . وأقسم بالله الساعة لو مرجعتش وهدومى مش هبلغ فيك صحيح بس هبلغ فى اهلك .
ومن ناحية الفلوس إشبعي بيها .
جحظت عين لبني پخوف وهى ترى أن أدم كشف أمرها وان عيناه لم تعد تنظر اليها بل فقدت بريقها الذي كان ينير لها فى الماضي ... فقالت
_ يعني ايه كلامك دا .. عاوز تطلقنى ياأدم .. بعد كل دا ..
فرد أدم مقاطعا ..
_ أنا بقي عاوز أعرف كل دا اللى بتقولى عليه هو ايه زفرة
وجعتيني يوم ماشوفتك بتفتشي ورايا وفى هدومى كنت بسأل نفسي أنا قصرت معاك فى ايه .
كل حاجه قدامك مش ناقصك حاجة...
كانت لبني تنصت الى كلماته وتتذكر كلمات والدتها لها بأنه سيأتى يوم ويتغير كأى رجل وينظر الى غيرها فأخبرت نفسها كان عندك حق ياماما .
فاقتربت من أدم تعانقه وبقلبها شعلة ڠضب وهى تقول ..
_
متابعة القراءة