رواية امل كامله جميع الفصول

موقع أيام نيوز

ولكن فايز لم يتأثر أو يعنيه قول أي فرد منهم وهو يهدر نحو ابنه الذي ظل على صمته تقديرا لجده كي يمتص ڠضب أبيه
مين حجازي ده اللي تكتبله البيت وانا حي مين ده عشان تفضله على ابوه وتديه حجي
هنا تدخلت هويدا شقيقته بصوت رزين رغم هدوئه يحمل بداخله القوة والثبات
حجازي ولده جبل ما يكون ولدك يا فايز هو اللي رباه وهو اللي ليه حج يتصرف في ماله كيف ما يريد عايز يديله البيت عطية أو هدية فيها ايه دي

صاح عليها بصوته العالي
نعم يا حبيبة ابوكي وليه متجوليش ان العطية شملتك انتي بالمرة يدفي حسابك في البنك بفلوس جديدة جولي يا بت ابوي يا اللي مجعدك في مجلس الرجالة عشان تشهدي معاه وتأزريه 
تمتمت هويدا بالاستغفار حتى لا ترد على حماقته وتدخل ابن شقيقته الأخرى في دعم لها
مش خالتي بس اللي مواجفة امي كمان بعتاني مخصوص عشان ابلغكم بموافجتها اعمل اللي يلد عليك يا جد حجازي يستاهل 
الله دا انتوا عاملين رباطية على كدة 
اه يا حرامية يا غجر كلكم موانسي مع الراجل الخرفان ده
بصق كلماته وازداد الهرج بصياحه حتى تعدى هجومه الكلام وترك محله ليتقدم نحو ابنه يبتغي التهجم عليه لولا ان منعه الرجال بحصاره والتضيق عليه وخرج صوت حجازي اخيرا بعرضه
مفيش داعي للخناج والعرايك انا اساسا مش موافج على الموضوع ده رغم تجديري واحترامي لجدي من الصبح ان شاءالله هروح ع المحامي 
اخرس يا واد 
صاح بها عبد المعطي بمقاطعة حادة ليكمل بحزم أمام الرجال
البيت كتبت عقده بإسمك امانة وجبت الرجالة يشهدوا ع الكلام ده انت ملكش حج تتصرف ضد رغبتي عشان مغضبش عليك جبل ما اموت 
انصعق وتلجم لسانه مندهشا من رد جده المتطرف عكس فايز الذي هتف يتهم الإثنان بالتمثيل والخداع وهو يزيد بتهكمه وهجومه امام الرجال كبار العائلة الذين شددوا من حصاره حتى لا يتمكن من الإفلات منهم والتعدي على ابنه وهو يطلق بالسباب عليه دون رادع أو خجل حتى لسنه مما اثار ڠضب وانفعال أغلبهم ليتطوع بعضهم في دفعه للخروج من المندرة وهو يهدر ويتوعد لحجازي پالقتل حتى ضج عبد المعطي منه ومن سفاهته وبجاحة لسانه فهتف في الرجال هادرا نحو الرجال
خليكم كلكم شاهدين ع اللي حاصل
واللي بيعمله السفيه ده واعرفوا ان باعتلكم مخصوص عشان كدة الواد ده يمشي حالا والبيت محرم عليه طول ما هو مابيحترمش صحابة طلعوه من جدامي خلوه يغور 
اصطف ناجي السيارة بجوار السور الخارجي ليترجل منها بعد ذلك مع شقيقته وفتياتها الصغيرات الاتي ركضن على الفور نحو الداخل يعرفن الطريق الى والدهن الذي كان جالسا أسفل المظلة الخشبية يتحدث مع أحد الأشخاص كالعادة استقبلهن متحاشيا النظر نحو والدتهن والتي اتخذت طريقها للداخل أما ناجي فلحق بالصغيرات ليشارك الجلسة مه ابن عمه وهذا الغريب 
وفي الداخل حيث كانت روح جالسة بملوكية على أحد المقاعد واضعة قدما فوق الأخرى ترتدي عباءة منزلية لامعة تبهر النظر والهاتف بيدها تتصفح عليه غير منتبهة لما يدور على شاشة التلفاز العملاقة والمعلقة في الحائط بمشهد استفز فتنة وانتي تباطئت خطواتها فور أن وقعت عينيها عليها وهذه الهيئة الراقية لا تحمل للدنيا هما بل وتبتسم باسترخاء لما تشاهده على هاتفها وكأنها لم تفتن بينها وبين زوجها!
لم تتمالك حتى دبت بكعب حذائها على الأرض لتلفت نظرها إليها فواصلت بخطواتها وكأنها تحفر بكعبها حتى التقت عينيها بها فرمقتها من طرف أجفانها بتعالي حتى تخطتها وصعدت الدرج نحو الطابق الثاني 
تابعتها روح حتى اختفت من أمامها لتغمغم خلفها باستغراب
ربنا يشفي!
عادت بعد ذلك لما كانت منشغلة به حتى أجفلتها الصغيرة أية أكبر ابناء شقيقها والتي ركضت نحوها بلهقة مرددة
عمتي روح عمتي روح عندي خبر حلو جوي 
ناظرتها بابتسامة عذبة تهز رأسها باستفهام
خبر ايه اللي حلو دا يا بت
اقتربت الصغيرة
ذات الست سنوات وصعدت على المقعد المجاور لها لتهمس لها وكأنها تخبرها عن سر حربي حتى ارتفعت رأس روح لها بتعجب ضاحكة تتمتم بعدم
تصديق
معجول! انتي بتتكلمي جد يا بت
تفتكروا قالت لها ايه
ولا تفتكروا موضوع حجازي والبيت هيرسى على ايه
تابعوا بقى عشان تعرفوا 
الفصل الثالث
بداخل المندرة التي ما زالت على اشتعالها وقد تمكن اخيرا بعض الرجالي مع الدفع بقوة في إخراج فايز الذي كان كالثور الهائج الذي يصعب السيطرة عليه او ترويضه وتمتم الآخرون ببعض الكلمات المهدئة توقيرا للرجل الكبير واشفاقا عليه 
في النهاية وبعد مرور العاصفة القوية بخروج فايز ومعه الرجال سقط عبد المعطي بتعب على كرسيه يلتقط أنفاسه الاهثة وجلست بجواره ابنته لتطمئن عليه وتحاول تهدئته
الف سلامة عليك يا بوي حاسس بإيه تاعبك
اومأ لها برأسه واضعا كفه على صدره وموضع قلبه واقترب حجازي منهما يقول بعتب 
ليه يا جد عملت كدة ليه تبعتيه يا عمتي كان لازم تاخدوا رأيي في حاجة كبيرة تخصني زي دي هو انا مش راجل جدامكم عشان تتصرفوا من غير اذني
خرج
تم نسخ الرابط