رواية ياسمين الفصول كامله
الحقيقة لم ترغب فى النوم بل كانت ترغب فى الإنفراد بنفسها والتفكير لم تصل حتى الآن الى قرار لا تعرف ماذا تختار لا تعرف سوى شئ وحد أنها كل يوم تزداد قربا منه وتعلقا به فإن كانت ستأخذ قرار الإنفصال عليها ان تأخذه الآن لأن كل يوم يمر عليها معه بل كل لحظه تربطها به أكثر سقطت عبره من عينيها لم تكن تلك العبرة حزينه كباقى العبرات بل عبرة شوق شوق لزوجها الذى لا يفصلها عنه سوى جدار لكم تتمنى ان تلقى بنفسها بين وتخبره بكل ما يحزنها كان حنونا للغاية وهذا جعلها متعطشه للمزيد من هذا الحنان دعت ربها أن يكون قد تاب بالفعل تمنت أن تشعر بذلك بتوبته وبصدقها ويعزمه على عدم تكرار ما فعل عندها ربما تتمكن من مسامحته ربما تتمكن من نسيان ما حدث تنهدت ونهضت لتغير ملابسها كانت شاردة تعاملت مع سوسته العباءة پعنف حتى كسرتها زفرت فى ضيق حاولت فتحها فلم تستطع كانت قوية للغاية نظرت للقطعة المقطوعة فى يدها بضيق خرجت ونزلت الدرج لتقابل عمر وهو صاعد الى غرفته قال لها
قالت بإرتباك
أيوة هنام دلوقتى
سألها بعتاب
طالما كنتى سهرانه مجبتيش أعدتى معايا ليه
صمتت لم تجد ما تقول قال بضيق
براحتك تصبحى على خير
صعد الى غرفته نزلت وذهبت الى المطبخ للبحث عن الخادمة لم تجدها نظرت الى باب غرفتها المغلق ترى هل نامت أم لا كادت أن تطرق عليها الباب لكنها أشفقت عليها أن توقظها بعد يوم متعب من أجل سوسته العباءة صعدت فى ضيق الى غرفتها وظلت تحاول فتحها دون جدوى حاولت البحث عن مقص فلم تجد خرجت لتنزل للبحث عن مقص لم يكن أمامها حل الا قص العباءة قابلت عمر مرة أخرى وهو يدخل غرفته ويحمل كوب من الشاى قال بإستغراب
قالت بإضطراب
مفيش
همت بأن تنزل الدرج لكنها التفتت اليه لتقول
مفيش عندك مقص
قال بإستغراب
اه عندى عايزاه ليه
قالت بنفاذ صبر
عايزاه وخلاص
ابتسم وقال
مش هجيهولك الا اذا قولتيلى عايزاه ليه
قالت بضيق
قولتلك عايزاه وخلاص
زفرت بضيق نظر اليها حزمت امرها وقالت بسرعة وكأنها تخشى أن تتراجع
عمر ممكن تفتحلى السوسته
لمعت عيناه بخبث فقالت بتوتر
اتكسرت وبقالى ساعة مش عارفه اغير هدومى نزلت لقيت الست اللى بتشتغل هنا نايمة وصعبت عليا أصحيها
قال بهدوء
وأنا روحت فين
دخل غرفته وضع كوب الشاى ثم خرج والتف حولها التفتت تنظر اليه وقالت بجديه
ضحك قائلا
ماشى حاضر
رفع يده فالتفتت مرة أخرى تنظر اليه محذره
حته صغيره
كتم ضحكته بصعوبه وهتف
اللى يسمع كده يقول انك جايبه واحد من الشارع يفتحلك السوسته صبرنى يارب
طال انتظارها قالت
ها خلصت
لأ لسه انتى قفلتيها ازاى قفلتيها على القماش وكمان قطعتيها
خلاص مش مشكلة هقصها
لم يسمح لها بالابتعاد وقال
استنى هحاول تانى
أثناء محاولته وقع نظره على السلسله فى عنقها لمسها بيده وأخرجها التفتت تنظر اليه ابتسم عندما رآى القلب معلق فى نهاية السلسله نظر اليها بحب قائلا
لبساها من يوم ما اديتهالك
أومأت برسها قايله
ظل ممسكا بالقلب وهو ينظر اليها شعرت بالتوتر حاولت أن تبتعد لكنه كان يطبق على السلسلة بقوة نظرت اليه غاصت فى بحر عيناه اللاتان تحتويانها فى صمت اقترب منها أكثر ولدهشتها لم تعترض شجعه هدوئها على الاستمرار لاحت لها صورة أفزعتها صورة زوجها فى احضان امرأة أخرى وألقى الشيطان بأسئله مقزز فى عقلها لكن هيهات فالصورة لم تكن فى عينيها بل فى عقلها شعرت بالقشعريرة تسرى فى جسدها وهى تتخيل زوجها مع اخرى أخرى متزوجه تخون زوجها معه انتفضت وانزوت بنفسها تحاول أن تبتعد عن يده انتفض قلبه لانتفاضتها نظر اليها نظر دهشة ممزوجة بالألم والڠضب ثم قال
للدرجة دى مش طيقانى
نظرت اليه پألم قائله
أنا أسفه بس أنا محتاجه شوية وقت وهبقى كويسه
ابتعد عنها وقال فى ڠضب
قولى انك مش قادرة تنسيه مش قادرة تنسي مصطفى
شعرت بكلماته وكأنها خنجر يطعن قلبها المكلوم الټفت ونزلت الدرج بسرعة وتوجه الى مكتبه ثم سمعت صوت الباب يغلق بقوة عادت الى غرفتها وجلست على فراشها كانت حزينه حائرة مټألمة ترغب فى مسامحته لكن الأمر شاق عليها كيف تمنع عقلها من التفكير فيما فعل مضت أكثر من ساعة جالسه مستغرقة فى التفكير أكثر ما آلمها هو أنه ڠضب منها تعلم جيدا انها لا يجب أن تنام وزوجها غاضب عليها لأن من تفعل ذلك تظل الملائكة تلعنها