رواية ياسمين الفصول كامله

موقع أيام نيوز

 


كريمه قائله 
حبيبتى متقلقيش كلها فترة صغيرة و ياسمين و عمر هينزلوا القاهرة ان شاء الله
شعرت ياسمين بالإضطراب .. كانت طيلة الأيام الماضية تتجاهل وضعها .. صممت على ألا تفكر فى شئ إلا فى أختها ومستقبلها .. أما الآن فهى مضطرة أن تواجه كل ما كانت تهرب منه .. رحل العروسان وخلفهما سيارة نور و كريمة .. وعاد أيمن و سماح أدراجهما فى اتجاه بيتهما .. لتبقى ياسمين واقفه مع عمر أمام بوابة المزرعة 

طال الصمت بينهما .. شعرت بالتوتر .. نظر اليها قائلا 
متقلقيش .. كرم أخويا وصاحبي .. مش هتلاقى أحسن منه ل ريهام .. انا واثق انه بيحبها و هيحافظ عليها 
أخطأ عمر فى تفسير سبب قلقها وتوترها .. لم تكن ياسمين قلقه على ريهام بل قلقه على نفسها .. أمسكها عمر من ذراعها ونظر اليها بحب قائلا 
مش يلا احنا كمان على بيتنا
خفق قلبها لكلمة بيتنا .. تساءلت فى نفسها .. ترى أهو بيتى حقا .. هل من الممكن أن أعتبره يوما بيتي .. هل من الممكن يوما أن أتقبل وضعى كزوجة لهذا الرجل .. قالت بتوتر 
هروح الأوضة الأول ألم حجاتى فى الشنطة 
ابتسم قائلا 
تحبي أساعدك
لأ
طيب تحبي أبعت معاكى واحدة تساعدك
لأ .. أنا أصلا حجاتى مش كتير
أسرعت لتهرب من أمامه وعادت الى غرفتها .. أغلقت الباب وجلست على فراشها .. لكم تتمنى أن تستيقظ الآن فتجد أن كل هذا مجرد حلم وسينتهى .. لا .. يكفى هروبا هذا ليس بحلم .. افيقي يا ياسمين .. واجهى واقعك .. جمعت كل أغراضها .. وجلست على فراشها .. لا تعرف ماذا تنتظر .. وماذا تنوى أن تفعل .. اتصلت سماح .. ردت ياسمين بلهفه 
سماح
ياسمين انتى كويسه
أيوة كويسة
شكلك مكنش مظبوط النهاردة
سماح انتى قولتى ل أيمن حاجه
لأ طبعا انتى حلفتيني ما أقولش
تنهدت ياسمين قائله 
أيوة متقوليش 
ثم قالت بأسى 
سماح أنا تعبانه أوى .. ومحتارة أوى .. أنا تعبانه أوى يا سماح
قالت سماح بحسرة 
ياسمين لو مش عايزة تتجوزيه ......
قاطعتها ياسمين بمراراه 
انا خلاص اتجوزته يا سماح .. عايزانى أطلق للمرة التانية .. وبعدين .. هعمل ايه .. هروح فين .. وبعدين أنا خاېفه أوى .. لانى عارفه انى لو طلبت الطلاق من غير سبب قوى دى حاجه عقابها كبير أوى عند ربنا .. عقابها ان الجنة تتحرم عليا .. وأنا مش عارفه هل السبب اللى عندى ده كافى انى أطلق ولا لأ .. مش عارفه محتارة وحسه انى ضايعه .. حسه انى حتى مش عارفه أحس .. كل اللى حساه .. ان جوايا ألم وخوف .. أنا مش قادرة أتعامل معاه كزوج .. مش قادره أتخيل ده
صمتت قليلا ثم قالت 
ساعات بحس انى بحبه .. وبحس انى مطمنة أوى وأنا معاه .. وبحس انى مش عايزة أبعد عنه .. بس لما بفتكر اللى عمله بحس انى مش طايقاه .. بحس انى خاېفه منه .. بحس انى قرفانه منه .. بحس انى عايزة أبعد عنه .. حسه انى مش ممكن أبدا هقدر أسامحه .. مش ممكن أبدا أتقبل جوازى من واحد عمل چريمة بشعة كده .. مش ممكن أفضل أحافظ على نفسي طول عمرى عشان فى الآخر أتجوز واحد زانى .. أنا حسه بحاجتين عكس بعض والحاجتين دول بيدمرونى كل حاجه فيهم بتشدنى نحيتها .. لحد ما حسه انى خلاص بتقطع من جوه
قالت سماح 
احنا محتاجين نعد ما بعض يا ياسمين مش هينفع كلام فى التليفون ولازم الموضوع ده نعرف أصله وفصله .. ومحتاجه أسمع منك كل التفاصيل عشان نقدر نفكر مع بعض
قالت ياسمين بإستسلام 
ماشى وأنا فى أقرب وقت هجيلك .. لانى فعلا محتاجه أتكلم معاكى
أغلقت ياسمين مع صديقتها وتمددت على سريرها .. تركت لعبراتها العنان .. تلك العبرات التى كانت تحبسهم منذ أيام .. حتى لا تتأثر ريهام بها وبحالها .. قالت فى نفسها .. يارب الحاجه الوحيدة اللى مصبرانى .. هى انى عارفه ان كل حاجه فى حياتى هى من اختيارك انت .. يارب انت عالم الخير فين .. وأنا فعلا محتارة .. يارب ساعدنى .. يارب ريح قلبي .. يارب خرجنى من حيرتى .. وقويني على نفسي .. يارب أنا بحسن الظن بيك .. يارب أنا واثقة انك هتختارلى الخير .. أنا راضية بكل اللى انتى تختاره .. يارب ريح قلبي .. أنا حسه انى ضعيفة أوى .. حسه انى وحيدة أوى .. مليش غيرك يارب ..
لم تشعر بالوقت وهى نائمة ممده على فراشها .. غفلت .. استيقظت على طرقات الباب .. نهضت مفزوعه .. قامت
لتفتح .. وجدت عمر امامها .. قال لها بحنان 
كنت واثق انك نمتى .. كان باين عليكي الارهاق النهاردة
حاولت استجماع أفكارها ثم قالت 
معلش نمت ڠصب عنى
ابتسم لها قائلا 
ولا يهمك يا حبيبتى .. عارف انك عايزة تنامى ..بس مش حابب انك تنامى هنا لوحدك وبيتك على بعد خطوتين منك
شعرت بالإضطراب .. دخل عمر دون دعوة وأمسك بحقيبها قائلا 
ليكي حاجه تانيه هنا 
لأ
طيب يلا
نزلت ياسمين معه تسير فى اتجاه بيت المزرعة وهى تشعر بأن الشئ الوحيد الذى تتمناه الآن هو .. الهرب .
دخلت ريهام بيتها الجديد .. وقفت تنظر اليه فى بهجة .. التفتت تنظر الى كرم .. الى زوجها الذى يبتسم لها فى سعادة .. نظرت اليه نظره بثت فيها سعادتها وفرحها وشوقها وخجلها ...
دخلت ياسمين الى بيتها الجديد .. البيت الذى دخلته مرات قليله من قبل .. وها هو وقد أصبح بيتها .. استدارت لتنظر الى الرجل الواقف خلفها بعدما أغلق عليهما باب بيتهما .. تبا لتلك المشاهد التى تتكرر بإستمرار .. نفس المشهد .. نفس الاحساس .. نفس خفقات قلبها المتسارعة .. نفس الحزن .. نفس التوتر .. نفس الرغبة فى الهرب .. نفس الإحساس بالضياع .. لكن شئ واحد هو المختلف .. نظراتها .. لم تكن هذه المرة تنظر الى زوجها بنظرات تحمل الخۏف فقط .. بل حملت نظراتها أيضا الكثير من الألم.
Part 38
دخلت ياسمين الى بيتها الجديد البيت الذى دخلته مرات قليله من قبل وها هو وقد أصبح بيتها استدارت لتنظر الى الرجل الواقف خلفها بعدما أغلق عليهما باب بيتهما تبا لتلك المشاهد التى تتكرر بإستمرار نفس المشهد نفس الاحساس نفس خفقات قلبها المتسارعة نفس الحزن نفس التوتر نفس الرغبة فى الهرب نفس الإحساس بالضياع لكن شئ واحد هو المختلف نظراتها لم تكن هذه المرة تنظر الى زوجها بنظرات تحمل الخۏف فقط بل حملت نظراتها أيضا الكثير من الألم
اقترب منها عمر ببطء كانت تشعر بشعور مختلط كانت متوترة شاردة اقترب منها ووقف أمامها ابتسم لها لم تبادله الابتسام نظرت الى الباب خلفه تود الهرب لكنها تعلم ألا مجال للهرب كان عمر يراقب الانفعالات على وجهها ونظرات عينيها الفارغة توترها اضطرابها والأهم حزنها ابتسم لها قائلا 
نورتى بينك
ياه كل ده جواكى
نظرت اليه فى دهشة مستفهمه عن معنى ما قال فقال برقه 
انتى ليه خاېفه منى ايه غيرك من نحيتي نظراتك بقت غريبة أكنى جرحتك أو هجرحك ليه بتبصيلي كده ليه مش مبسوطه انك معايا 
صمتت ياسمين ولم تجب فأكمل 
أنا عارف ان ممكن يكون مۏت والدك مأثر عليكي وكمان عارف انك شوفتى فى حياتك كتير بس مش عايزك تخافى طول ما انتى معايا لانى بحبك أوى يا ياسمين ومش ممكن أسمح لاى حاجه انها تضايقك أو تأذيكي
نظرت اليه التمست الصدق فى كلامه ليس لديها ذرة شك فى حبه لها هى تعلم أنه يحبها بل يعشقها لكن مشاعرها هى المضطربة غير مستقرة اقترب منها فجفلت أمسك برأسها وقبل جبينها قائلا 
يلا ادخلى
شعرت بالخۏف نظرت الى غرفة النوم فى وجل حبست أنفاسها وقال بحنان 
دى أوضتك انتى
رفعت عينيها اليه فى دهشة وقالت 
أوضتى أنا 
ابتسم وأشار الى الغرفة المجاورة قائلا 
ودى أوضتى 
لم تصدق ياسمين ما تسمع ماذا يقصد أخرجها من حيرتها وهو ينظر الى عينيها المندهشه بحنان وقال 
أنا مقدر كل اللى انتى فيه ومستعد استنى عليكي الوقت اللى تحبيه الحاجة الوحيدة اللى هتصبرنى هو انك عايشه معايا فى نفس البيت مقريبه منى أنا عارف ان جوازنا جه بسرعة بالنسبة لك وانك لسه مش مستعدة للخطوة دى 
نظرت اليه غير مصدقه ما تسمعه فقال لها بحنان 
أنا بحبك جدا يا ياسمين وعايزك أوى بس مش هقرب منك غير اذا كنتى عايزانى زى ما أنا عايزك وبتحبينى زى ما أنا بحبك أنا قولتلك قبل كده مش ممكن أجبرك على حاجة واضح جدا عليكي انك مش عايزاها
نظرت اليه ياسمين وكأنها تتعرف عليه لأول مرة ابتسم لها فبادلته ابتسامه خجوله استغربت كيف نجح فى ازاله التوتر بداخلها كيف أشعرها بالراحة وبالأمان أشار الى الغرفة برأسه قائلا بحنان 
يلا ادخلى غيري هدومك وانزلى عشان نتعشى سوا 
قالت بحرج 
معلش أنا اسفه بس بجد تعبانه ومحتاجه أنام
قال عمر بإهتمام 
طيب أجبلك الأكل فى اوضتك
قالت بسرعة 
لأ شكرا بس أنا بجد جعانه نوم
تأمل عمر وجهها المتعب ثم قال بحنان 
ماشى يا حبيبتى ولا يهمك ادخلى نامى تصبحى على خير
دخلت الغرفة كانت غرفة جميلة جيدة الأثاث لها طابع كلاسيكى كما هو الحال فى الأسفل أخذت دشا وتوضأت وصلت وارتدت بيجامتها ثم دخلت الى فراشها واستسلمت للنوم 
بعد عدة ساعات من النوم شعرت ياسمين بحركة غريبه فتحت عينينها فجأة لتجد عمر واقف بجوارها شعرت بالفرع طمأنها قائلا 
متخفيش أنا دخلت بس أطمن عليكي لقيتك مش متغطية كويس فعدلت الغطا
نظرت الى الغطاء الملتف حولها جيدا همت بالجلوس لكنه أوقفها قائلا 
لأ متقوميش كملى نوم أنا خارج 
نظرت الى الساعة بجوارها قائله بصوت ناعس 
أنا كده كده لازم أصحى عشان باقى نص ساعة على الفجر
نظر اليها بحنان قائلا 
مش مهم صليه لما تقومى الصبح
رمقته ياسمين بنظرة حاده وشعرت بإنقباض فى قلبها ثم قالت دون أن تنظر اليه 
لأ هصلى الفجر حاضر
صمت عمر ظلت جالسه فى الفراش تتمنى انصرافه حتى تستطيع النهوض خجلت أن يراها بالبيجاما استدار عمر وفتح الباب وانصرف كانت تشعر بالضيق لهذه البداية الغير موفقه بينهما فهى لم تترك صلاة الفجر يوما إلا فى حالات
 

 

تم نسخ الرابط